-
/ عربي / USD
في رواية "جميلة"، التي وصفها أراغون بأنّها أجمل قصة حب معاصرة، والتي كان الراوي البطل لها مراهقًا يبلغ من العمر 15 عامًا، تجلَّت السمةُ الرئيسية لنثر آيتماتوف: مزيجٌ من الدراما الشديدة في وصف الشخصيات والمواقف، مع بنيةٍ غنائيّةٍ في وصف الطبيعة وعادات الناس.تروي "جميلة" حكايةَ امرأةٍ شابة من قيرغيزستان تعيشُ صراعاً في أعماقها من جهة، ومع الوسط المحيط من جهة أخرى، بسبب تميّزها من سواها في تعاملها مع ما يختلج في نفسها من مشاعر، في تناقضٍ مع العادات الاجتماعيّة البالية والتقاليد القديمة. لقد وجدت جميلة في دانيار المتواضع المجتهد والفقير، الذي عاد من الجبهة بسبب إصابةٍ في ساقه لم تمنعه من العمل في الكولخوز، وجدت صديقًا يستطيع فهمَها بعمق، رجلاً يستحق حباً كبيراً. ولقد أظهر آيتماتوف في هذه الرواية التي تحدَّثَ عن شخصياتها من خلال أنموذج الفتى "سيّد" فراسةَ وفطنةَ البطل. دخل الكاتب عميقاً في نفسيّة الإنسان، واصفاً المعاناة الداخليّة للأبطال، وحالة الفقدان المؤلمة التي عاشها الفتى "سيّد" حين فرَّ العاشقان: جميلة ودانيار من القرية. لقد حقق آيتماتوف نجاحات كبيرة في وصف الحالة الداخليّة للإنسان، ومعاناته، ومبررات سلوكه. وسنراه يحاولُ دوماً الوصول إلى الزوايا كلها في العالم الداخلي لهذا الكائن العاقل، ويتجلّى ذلك بوضوح، عندما تكون الشخصيّة في حالة مفصليّة أو حدّيّة كما سنرى في شخصيّة "جميلة" نفسها، فيحصل في نفسيّة البطل تناقضٌ بين الخير والشر، بين ما هو أخلاقي، وما هو غير أخلاقي، بين المصلحة الشخصية ونكران الذات.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد