-
/ عربي / USD
يراقب سمير النباتات التي لا يعرف أسماءها في الأحواض القليلة، يراقب حياة العابرين المحتشدين على الأرصفة، كأنه في عزلة أو مختف خلف ضباب اخترعه لنفسه. يحسب أنه في جلساته تلك كأنه في برج مراقبة، في ذلك التقاطع المديني، كل من يمر لا بد أن يراه، مأخوذاً ومنسجماً بحركة العابرين يمرون على الرصيف خلف الزجاج السميك في مشهد مسرحي وسينمائي، ناظراً إليهم، وإذا سأله أحدهم: هل تتابع السينما والمسرح، يقول لهم: "من هنا، من على الكنبة الجلدية أشاهد أجمل سينما متحركة، متعددة السيناريوهات".
كان يحبُّ أن يجلس وحده في المقهى... ذلك في أوقات ما بعد الظهر، يختار الزاوية التي تطل على الرصيف الطويل، يرى حركة المارة والعابرين، يقرأ، ويبدو كمراقب متخفٍّ في مكان معلنٍ. لم يطل الزمن، إذ بات يعرف كل رواد المقهى، بالاسم أو شخصياً، كأنه في بلدة نائية وليس في مدينة مزدحمة، كأنه في مصطبة الضيعة وليس في شارع يشبه الشوارع الباريسية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد