-
/ عربي / USD
فيسواف ميشليفسكي كاتب روائي ومسرحي مختلف تماماً عن بقية الكُتّاب، ذو نبرة خاصة، موهوب بامتياز. وهو غير معروف للقارئ باللغة العربية إطلاقاً. لكن قبل الولوج في عالمه الإبداعي أود أن أشير إلى أنه وآخرين كثيرين من بني جيله قد عاشوا بهذا القدر أو ذاك محطات مفصلية في تاريخ شعوبهم لا بُدَّ وأنها قد تركت بصمتها على طرق وأساليب تفكيرهم وحياتهم اللاحقة سواء اعترفوا بذلك أو لم يعترفوا. على أنني أطمح في هذه المقدمة إلى انتهاز الفرصة لدحض الفكرة التقليدية التي ترى الإبداع مرتبطاً أكثر بالأفراد والشعوب تبعاً لأصولهم وانحدارهم الاجتماعي، من منطلق تصنيفهم إلى ثري وفقير، قروي ومدني، بدوي وجبلي ومتحضر، إلى شعب يستهلك وآخر ينتج، وكأن العملية الفكرية- الإبداعية حكر على طرف دون سواه. بما أن الكائن البشري لا يمكنه تغيير لحظة ولادته ولا موته فهذا لا يعني أنه لا يستطيع التأثير على ما هو بينهما. من يقف في الوسط حائراً دون المضي قُدُماً إلى دائرة إنسانية مهمة للغاية تنتظر من يقوم بتشكيلها وتصويب مسارها، وأعني تلك الفاصلة الزمنية القائمة بين الحياة والموت والقابلة للتغيير والتوجيه. أقول من يتوقف لن يكون قادراً على فعل شيء ذي قيمة، لا لنفسه ولا لقومه، ببساطة لن يترك أثراً. لقد أدرك على ما يبدو هذه المسألة ميشليفسكي مبكراً.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد