-
/ عربي / USD
ينسجُ لوران غوديه في رواية «ألدورادو» من خلال شخصيّة القائد سالفاتوري بيراتشي، حارس القلعة (أوروبا)، المبحر منذ عشرين عاماً قبالة السواحل الإيطاليّة معترضاً زوارق المهاجرين غير الشرعيّين، وسليمان، المهاجر السودانيّ الذي يتهيّأ مع أخيه للقيام بالرحلة الخطيرة إلى قارّة أحلامهما، سرداً تراجيدياً غنائيّاً مدهشاً، أشبه بأوديسة معاصرة، عبر مصيرين يبدوان، للوهلة الأولى، متناقضين، وطريقين يبدوان متعاكسين، غير أنّ الأحداث التي تعصف أثناء الرحلة تظهر تشابهات عميقة تجري عن نبع إنساني واحد شاقّة دروبها بحثاً عن الخلاص.
«لقد أسأت الحكم، ما منْ حدود يَسهلُ اجتيازها. لا بدَّ أن نتخلّى عن شيء وراءنا. ظننّا أنّ بوسعنا العبور دونَ أنْ نشعرَ بأدنى صعوبة، لكن لا، على المرء أن يسلخ جلده كي يغادر بلده… ما منْ حدودٍ تدعكَ تعبرُ بسلام، ما من حدود إلّا وتخلّف جرحاً».
أراد غوديه عبر رواية «ألدورادو» تقديم معالجة لأزمةِ اللجوء مغايرة عن المعالجة الإعلاميّة التي تسلّطُ أضواءها عادةً على الدول المعنية، وشبكات المهرّبين، والبحارة الذين ينفذون عمليات الإنقاذ والمهاجرين المنهكين. فالأدب يمضي أبعد من المقال الصحافي متسلّلاً إلى الوعي جاعلاً العالم المحيط بنا أكثر إمكانيّة للفهم. كما أنّه أراد بروايته هذه إعادة الاعتبار للمهاجرين الذين يجازفون بكلّ ما يملكونه لاجتياز المتوسّط، ومنحهم صوتاً… قد يجد آذاناً صاغية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد