-
/ عربي / USD
شكّل أمراء آل يزيد دوراً تاريخياً محورياً على مدى تاريخ عسير الحديث، وثمة أسباب عديدة أهّلتهم لأن يحوزوا على هذا الدور، يأتي في مقدمتها عمقهم التاريخي، والقبلي، وتجسيدهم الحقيقي للأبعاد الثقافية، والاجتماعية لإقليم عسير، إضافةً إلى القدرات الشخصية الكبيرة التي تمتع بها عدد من أمرائهم، من أمثال الأمير سعيد بن مسلط اليزيدي ت: 1242هـ / 1827م، وعلي بن مجثّل اليزيدي ت: 1249هـ / 1834م، وعائض بن مرعي اليزيدي ت: 1272هـ/ 1856م وغيرهم من أمراء آل عائض اليزيديين. على أننا لم نحاول رصد كامل أدوراهم التاريخية، وإنما حاولنا رصدها خلال النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري ، باعتبار أن منطقة عسير خلال هذه الفترة قد شهدت أحداثاً تاريخية جسيمة، طالت كافة المستويات السياسية ، والاجتماعية ، والاقتصادية ، والفكرية، لعل من أهمّها انتهاء الدور التاريخي الأول لأمراء آل يزيد على إثر بلوغ الدعوة الوهابية إلى منطقة عسير، وقيام إمارة آل المتحمي التي أسهمت في مدّ خريطة الدولة السعودية الأولى إلى مناطق غرب وجنوبي الجزيرة العربية ، ثم عودة ذلك الدور التاريخي لأمراء آل يزيد مجدّداً بعد سقوط إمارة آل المتحمي، كما شهدت هذه الفترة أيضاً قدوم حملات محمد علي باشا للسيطرة على عسير ، التي ناهضت بكل قواها البشرية تلك الحملات.
إن جوهر هذه الدراسة يكمن في سعيها الحثيث في بلورة (آل يزيد) كمفهوم يُراد غرسه في تاريخ عسير الحديث، وما كان غرسه على هذا النحو ترفاً، بل هو مهمُ للغاية لا سيما مع استحضار الأدوار التاريخية التي قدمها هؤلاء الأمراء في تاريخ عسير الحديث، والذي ظل حضورهم السياسي محورياً حتى نهاية العقد الرابع من القرن الهجري الماضي، بحكم أن أمراء آل عائض لم يكونوا في الأصل سوى بيت من بيوت آل يزيد كما قررته هذه الدراسة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد