-
/ عربي / USD
فشلت هيا في انتزاع شجرة الحزن الفارعة في قلبها، وبدت أعشابه طازجة تفوح برائحته الكريهة، لم تكن بمزاج رائق كعادتها لتنظر في شؤون المزرعة ومن حولها البيوتات الصغيرة المفعمة بالحياة والضجيج، عقب أيامٍ وئدت تحت أنقاض الخوف والترقب، كانت تقول لهم: (الحركة جمرة الجسد)، وها هي تنطفئ كجمرة رُشقت بماء بارد، استلقت منكفئة على جنبها الأيمن، تبكي فراق أبنائها، وتتوجَّد على زوجها الذي لا يزال في مرمى قريب من ذوي الثارات الحاقدين الباحثين عنه، فهزيمتهم مع أميرهم لا يزالون يتجرعونها علقمًا في حلوقهم، الخوف الذي داهمها فجأة ونكَّس كل راياتها المرفوعة، وسلب منها شجاعتها المعهودة، في كل مرة ترفع رأسها وتلعن الشيطان وتتعوَّذ منه ومن نَفْثِه وهَمْزِه ولَمْزِه، ومع ذلك لا تواتيها سكينتها المفقودة، تسلَّقت صدرها عناكب الهواجس السوداء، ارتعش الأفق بأجنحة سِرب حمام يودِّع ضوء النهار
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد