-
/ عربي / USD
ظلّت الثقافة العربية الإسلامية دهراً، ثلاثة عشر قرناً على وجه التحديد، لا تعرف غير الإسلام ديناً، ولا تُكرّس غير علومه علوماً، ولا شعار لها غير الخَتم، خَتم النبوّة فلا نبيّ بعد محمدّ ولا رسول، وخَتم القرآن فلا كتاب بعده ولا وحي ولا تنزيل، وخَتم السُّنّة فلا حديث ولا فعل إلاّ ما كان في المجاميع، وخَتم المعرفة قاطبة، لا زيادة فيه ولا نقصان.
فاجأتها البهائية. نشأت في حضنها طعناً صارخاً في الخَتم. فأقامت البهاء نَبيًّا مُرسلاً، وظهورًا إلاهيًّا جديداً، وقائمًا موعودًا، ومهديًّا مُنتظرًا. وجعلت له أحاديث وأفعالاً شكّلتها له سُنّة. وجعلت له الأقدس كتاباً، نزل عليه وحياً، نُزول القرآن على مُحمّد، بلسان عَربيّ مُبين، جاء بعد القرآن يُجدّد القرآن، ويَنسخ الشرائع، ويَجعل النبوات أدواراً. فتحت في الدين باباً للاجتهاد. لاعبت الإسلام، ادّعت الانتماء إليه وضرورة الإيمان بمحمّد قبل الإيمان بالبهاء، ثمّ قطعت مع الإسلام ومُحمّد. غازلت الأديان، اتّخذت التأليف بينها مشروعاً، ثمّ انشقّت عنها، واستنبطت نظاماً خاصًّا، مكّنها من حوز فضاء لها بين تلك الأديان.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد