-
/ عربي / USD
إذنْ هو ذا الجسرُ الذي انْهار في الرواية والذي ظلّ قائماً ههنا، لا تزعزعه صرخاتُ الموجِ ولا تُسْري في حجارته وأخشابه الرعشةَ التي تُسْريها في أجساد العابرين عليه إلى أرض الموت. وإذنْ ها هو الموكبُ يتهيّأ أمامي للعبور المرصودِ له في الغيب، ليغيب بعد ذلك في عَطْفَةٍ لعلّها الأخيرة للدرب في رحلةِ الموتِ والوداع، وأنا عيناي، كأنّما يتقاضاهما الليلُ والنهارُ، تنسبلُ جفونُهما فينةً على موكب الأمّ التي اخْتارتْ لجثّتها مرقداً ثمّ تَنْفَضّانِ عن موكب الأمّ التي اخْتار لها الغيبُ ألاّ تختار، وما هذه في لغةِ الوعد إلاّ من تلك، وَإنْ تَنَافَرَ قَدَرَاهُمَا، وما الرحلتانِ سوى الرحلةِ عينها، كُتِبَتْ هناك، ولم تُكْتَبْ هنا بعد، سطورُها مرهونةٌ باحْتمالِ عبورنا سالمين إلى أرض الموت بذلك الموت الذي يجرّنا ونحمله، فراغاً يجرّ امْتلاءً، وانْكتاماً يقود أنفاساً تحرّق بحرارتها عروقَ الصقيع.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد