-
/ عربي / USD
"تَعمَدتُ في محطات أو مراحل من حياتي تفصيل بعض الأحداث أو الوقائع تفصيلاً قد يراه بعضُ القراء غير ضروري، وأنا أعرف أنني بذلك قد جازفتُ مجازفة ربما تُزهَد هذا القارئ في مواصلة القراءة، ولكني وجدت أن تلك التفاصيل مهمةٌ وضروريةٌ، لأنني أكتبُ الآن لأجيال غير جيلي؛ بل ربما للجيل الثالث أو الرابع بعد جيلي.
وهذه الأجيال لديها تصور محدود وضبابي للحياة التي كان أباؤهم وأجدادهم يعيشونها، ومن المهم جداً أن يكون تصور الأجيال اللاحقة واضحاً وغير ضبابي.
إن الأكثرية الساحقة - إن لم أقل كلها - لا تعرفُ كيف كانت جداتهم وأجدادهم يعيشون، لذلك نرى كثيرين منهم اليوم يُحمّلون من ساهم في تغيير الحياة من عهود الإمامة إلى عهود الجمهورية مسؤولية ما فيها من سلبيات تقلل من إيجابياتها، نتيجة ما يعانونه من مظالم ومفاسد في العهد الجمهوري، لأنهم لم يعيشوا الحياة التي عاشها آباؤهم وأجدادهم، وهي حياة يستحيل على الأجيال اللاحقة أن تتصور ما فيها من بشاعة وتخلف وبؤس وفقر ومرض".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد