"يبحث الكتاب في أطوار نشأة اللوحة المسندية في عدد من أقطار الوطن العربي، ضمن أسئلة كبرى تتعلق بالقضايا الفنية والحضارية التي رافقت بوادرها مع الفنانين العرب الأوائل الذين خاضوا تجاربهم في مجتمعات محملة بموروث فني مختلف عن ""اللوحة الوافدة"" بتقنياتها وقضاياها الجمالية. وتنحو الكتابة التاريخية لهذه النشأة منحى اكتشاف مرحلة ""البدايات"" للتصوير في فضاء جغرافي وثقافي يحاول ""تبيئة"" اللوحة بعيدا عن أسئلتها الغربية، لذلك يسائل الدكتور نزار شقرون ما علق بتلك البدايات من مشكليات وتجارب على مستوى الشخصيات أو المؤسسات الفنية في صلتها بالواقع العربي والتصاقها بحفرياته في الثقافة العربية، إذ لا يمكن إقصاء الفنون البصرية من هذه الحفريات.
ويسعى الكتاب بإيجاز ملفت وعميق إلى استدعاء جزء من اللحظات التأسيسية لقطاع بصري بات الوعي به ضروريا في المجتمع العربي الذي يعيش ""أمية بصرية"" رغم اندماجه شكليا في ""العصر الرقمي""، مما يستوجب النظر إلى التجارب التشكيلية العربية الأولى بمنظار الوعي بمغامرتها في رفع الذائقة الجمالية واختبار قدراتها الفنية في تناول ظواهر المجتمع العربي وترددها بين مواجهة الاستشراق الفني والنزوع إلى المحلية وبين البحث عن سبل ""عربية"" في تطويع التقنية ومعالجة المعنى"