-
/ عربي / USD
هذا خلق الله كتاب سعينا من خلاله إلى الحديث عن بديع خلقه تعالى، وعن جماله الذي يحيط بنا ليلا ونهارا، بكل أشكاله وصنوفه، سواء كان نباتات راسخة الجذور في الأرض، أو طيورا محلقة في جو السماء، أو حيوانات تدب على الأرض، أو جبالا راسية راسخة، او بحارا وأنهارا جارية، وغيرها كثير، ولم نسع إلى تحميل الكتاب بالحقائق العلمية إلا بالقدر الذي يخدم الظاهرة الجمالية، فلسنا متخصصين بالعلوم الطبيعية، ولا في علم الحيوان، ولا بعلوم الفضاء، ولا بعلوم البحار، فكان سعينا ينصب نحو الظاهرة الجمالية، فهذه رسالة عملنا، الذي اقتبسنا عنوانه من الآية الكريمة في سورة لقمان: خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريمهذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين [لقمان/1011]، فالكون بإعجاز خلقه هو دعوة للتدبر والإيمان، هو دعوة لمعرفة عظم الخالق وقوته وضعف الإنسان، هو دليل على أن الإنسان جزء صغير أمام كون كبير، فضلا عن ذلك، فإن هذا الوجود لا يحول بيننا وبين تدبره شيء، فهو كتاب مفتوح للأعين والقلوب جميعا، كل إنسان ينظر إليه حسب مقدرته العلمية، وحسب نظرته إلى الوجود، يحتاج إلى إيمان وتصديق، يحتاج إلى البقاء على الفطرة الأولى باتجاهها إلى بارئها، فقد عرف كثير من الناس قبل كشوفات الفضاء، وقبل تطور العلوم الطبيعية ربهم من خلال عظيم خلقه، علما أن المعرفة بالوجود تقتضي مزيدا من الإيمان.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد