تنوعت الكتابات التاريخية الإسلامية في السير والمغازي والأنساب، والتراجم والطبقات، وغيرها، لذا كانت دراسة هذه المؤلفات من الأهمية بمكان لإظهار جهود هؤلاء المؤرخين، والوقوف على نقاط القوة والضعف، فدراسة المؤرخين الأوائل من الدراسات التي تشكل محورا أساسيا في الكتابة التاريخية، وتكشف مثل هذه الدراسات عن ميول هؤلاء المؤرخين، ودوافعهم، وأساليبهم ودورهم في الكتابة التاريخية، وتقييم مصادرهم ومناهجهم. هذا الكتاب يتناول منهاج السراج الجوزجاني كمؤرخ معاصر لدولة المماليك في الهند. وقد انفرد كتاب (طبقات ناصري) الذي ألفه الجوزجاني بالكثير من الأحداث التاريخية التي عاصرها، وشاهدها وشارك فيها، فجاء كتابه حافلا بمجموعة هائلة من المعلومات التاريخية والجغرافية والأدبية عن الدولة الغورية التي عاصرها، وكذلك دولة المماليك في الهند، فهو شاهد عيان على هاتين الدولتين، وكذلك على الغزو المغولي لبلاد الهند والمشرق الإسلامي، وليس ذلك لمعاصرته الأحداث فحسب، وإنما لاتصاله بملوك الغور وسلاطين الهند وتقلده الكثير من الوظائف، مما يجعل لكتابه قيمة كبيرة في تأريخيه لهذه الفترة.