-
/ عربي / USD
إن طبيعة الدولة الإسرائيلية وظروف نشأتها ومحيطها الجغرافي وتركيبة شعبها المتعدد الجنسيات وقيامها على أرض لشعب آخر ككيان متفرد الانتماء والدين واللغة وسط عالم عربي إسلامي متجانس، جعلها جسما غريبا بالنسبة إليه. انتهجت إسرائيل سياسة أمنية خاصة تضمن لها البقاء والاستمرار في هذا العالم الذي يرفض وجودها والاعتراف بها كدولة. فمنذ نشأتها العام 1948 والسمة الطاغية على علاقتها مع جيرانها العرب هي النزاعات والصراعات والحروب. فإسرائيل لم تكتف بإقامة كيانها على أرض فلسطين وحسب، بل تعدت ذلك للبحث عن التوسع في المنطقة معتبرة إياها مجالها الحيوي. وانطلاقا من الأسطورة التي بنت عليها سياستها والتي تقول ""إسرائيل من النيل إلى الفرات""، خاضت حروبا عديدة مع الدول العربية مجتمعة، وذلك في سنوات 1948،1956،1967،1973، انتهت بإبرام معاهدة كامب ديفيد للسلام مع مصر، واحتلال الجولان السوري وجنوب لبنان، وسقوط باقي الأراضي الفلسطينية تحت سيطرتها، وذلك للأهمية الاستراتيجية لجنوب لبنان الذي تريد إسرائيل استخدامه لتوفير المياه خصوصا من نهر الليطاني وهضبة الجولان السورية التي تستخدمها كقاعدة متقدمة في مواجهتها مع سورية، وترفض إسرائيل إلى الآن الاعتراف بسيادة هاتين الدولتين على هذه الأراضي. تنتهج إسرائيل سياسة أمنية معقدة جدا للحفاظ على المكتسبات التي جنتها من حربها في مواجهة العرب. وبحكم الارتباط الوثيق بين المنطقة المتوسطية والشرق أوسطية تاريخيا وجغرافيا وحضاريا واقتصاديا، فإن تأثيرات هذه السياسة لم تمس المنطقة الشرق أوسطية وحسب، بل امتدت إلى كامل المنطقة المتوسطية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد