-
/ عربي / USD
يقدِّم عبر مقاربة جدلية منهجية اقتراحًا جديدًا لحل إشكالية التراث والحداثة، وذلك ضمن ما سمّاه المؤلف "النزعة المحلية الإنسانية"، حيث يسعى بذلك إلى طرح بديل ثالث يتفادى مزالق وعيوب كل من النزعة القبَلية لسياسات الهوية، التي تمثل نزعة تراثية متحجرة، والنزعة الكونية في صيغتيها السياسية والثقافية، التي تعادي الخصوصيات وكل ما يمتّ بصلة إلى التراث أو الماضي. كما أنه محاولة جادة لنقض أطروحةٍ ليبراليةٍ تلقى الآن رواجًا واسعًا، ليس في الأوساط الأكاديمية فحسب، بل في المحافل السياسية أيضًا، ألا وهي النزعة الكونية التي تقدم نفسها بديلًا للنزعة القبَلية الجديدة التي أفرزتها سياسات الهوية. فعلى عكس الاعتقاد المتداوَل، ترى "النزعة الإنسانية المحلية" أن النزعتين الكونية والقبَلية ليستا متعارضتين في حقيقة الأمر، بل كلتاهما مظهر مختلف من مظاهر العدوان على الحرية الفردية والمساواة على حد سواء. فمن ناحية، تمثل النزعة القبَلية نزعة تراثية جامدة تتسم بالعزلة والشك في الآخر وكراهيته، وبالتالي تمثل شكلًا من أشكال التحريض على العنف. ومن ناحية أخرى، تطمح النزعة الكونية الليبرالية، بتأكيدها الذات الليبرالية، إلى تحقيق مجتمع عالمي يتم فيه القضاء على الخصوصيات المحلية المتجسِّدة في التراثيات.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد