-
/ عربي / USD
أحاط الليل بأغصاني وأصدرت صراصير الليل صياحها الرتيب وسط مغازلة اليراعات. بالكاد تمكنتُ من اللحاق بها في الحلم. كتبتُ اسمي: إيتثا، قطرة ندى، عند رؤيتها للزهور وعند تحليقها. حلمتُ بدوري بالطيران عندما رأيت العصافير تحلق مرتفعة في أسراب عند وصول الوحوش وأفواج الرجال النتنين والشُّعْر، إنها عصافير صغيرة جداً، لكن فائدتها كبيرة بالنسبة لنا!
إنني محتارة بما حدث. الجريان في دمها يعني أنها بداخلي. هذا ما يفترض أن يكون عليه جسدي. أشعر بالحنين إلى الأوردة والأحشاء والرئتين. بالمقابل، كانت أفكارها تدور حول عائلة من الببغاوات تحلق في دوائر وتحدث ضوضاء وتصعد بعضها فوق بعض في صخب فظيع. مع ذلك، كان لهذه الببغاوات نظام بالنسبة لها، إنني متأكدة من ذلك. تشير إحدى الصور إلى صورة أخرى وأخرى كمرآة تنعكس فيها الصور بلا حدود. تذكرتُ سحر المرايا. بالمرايا، تمكن الإسبان من لفت انتباهنا. في البداية اعتقدنا أن تلك الصورة التي تكرر كل حركاتنا هي استهزاء حتى أدركنا أننا كنا نرى بعضنا بعضاً ولأول مرة بوضوح وليس كما يحصل مع الانعكاس المتموج والعابر لمياه الأنهر وكنا مفتونين بذلك. ما الذي يمكن أن يكون أكثر روعة من أن يرى المرء نفسه لأول مرة؟ هل جربت ذلك؟ كان يارينثي غاضباً عندما فاجأني وهو ينظر إليّ في المرآة. لكنني لم أكن أعرف أنني كنت جميلةً حتى ذلك الحين وكنت أحب النظر إلى نفسي.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد