-
/ عربي / USD
هل حقاً يمكن لنظرةٍ أن توقعك في حب شخصٍ لا تعرفه؟
كيف يمكنني وصف ما حدث لي دون ذكر كلمة الحب؟
وقفت في تلك الصالة وانتابني ذلك الشعور، الذي لم يكن انجذاباً جنسياً فحسب (وهو شعور هامشي أدركته بضبابية كما يدرك المرء الضوضاء المرافقة لحدث) وإنما شعور ثقيل ومقلق بالشفقة. ولا أعني بقولي هذا أنني شعرت بنفسي متفوقةً عليه. فخلال معظم تلك الفترة التي قضيناها معاً، كنت أرى كياران شخصاً أفضل مني في كل النواحي، الجوهرية منها والسطحية. ما أقصده بكلمة الشفقة، هو أنني بمجرد أن نظرت إليه، شعرت بقلبي يرقّ بشدة لحالته: كونه إنساناً. في تلك اللحظة كانت مشاعر الودّ العادية واللهفة، التي أشعر بها عادةً إزاء أي إنسان، عميقةً جداً لدرجة فقدت فيها أنفاسي.
وإلى اليوم، وبعد كل ما حدث بيننا، لا أزال قادرة على الإحساس بمدى تأثري به آنذاك.
لم يكن كياران أول رجلٍ وسيمٍ نمت معه، ولا أول رجلٍ استحوذ على كل مشاعري، وإنما كان أول رجلٍ أعبده. كان جسده بالنسبة لي محراباً للصلاة ومكاناً أنسى فيه جسدي الحيّ وأكون مع جسده وحده. كان جسده شيئاً في غاية الجمال وقمة في المتعة.
أتظنّ أنني لا أعي أني أصف جسده بكلماتٍ مثل شيء ومكان؟ أتظنني لا أدرك معنى أن تتحدث امرأة عن جسد رجل بهذه الطريقة؟ ما الذي أعرفه أنا عن جسد الرجل، وهل يستحق أو يحتاج جسد أي رجل أكثر من دقيقةٍ للتغني بهِ؟ أي شعورٍ يجب أن ينتابك لكونك شخصاً جميلاً مع قدرتك بأن تكون غير مرئيٍ متى أردت ذلك؟ أن تكون رجلاً جميلاً؟
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد