-
/ عربي / USD
نا ثدي. ظاهرةٌ سمعتُ أوصافاً متنوّعة لها على غرار «هو دفق هرموني كثيف»، و«كارثة اضطراب في الغدد الصمّاء» وأيضاً/ أو «انفجار خنثويّ في الصبغيات» حدث داخل جسمي بين منتصف الليل والساعة الرابعة صباحاً في الثامن عشر من شهر شباط، عام 1971، وحوّلني إلى غدّة كائن من الثدييات مفصولة عن أي شكل إنسانيّ، غدّة كائن من الثدييات يمكن أنْ يُثير شكلها في مخيّلة المرء إحدى لوحات دالي. قالوا لي إنني الآن كائن حيّ يُشبه في شكله العامّ كرة القدم، أو منطاداً بمُحرِّك؛ قيل لي إنَّ قوامي إسفنجيّ، وأزنُ مائة وخمسة وخمسين رطلاً (في السابق كنتُ أزنُ مائة واثنين وستين)، وما زال طولي ستة أقدام. وعلى الرغم من أنني ما زلتُ أحتفظ، وأنا بشكلي المتضرِّر «وغير المُنتَظم»، بالكثير من الأجهزة العصبيّة المركزيّة في الأوعية الدمويّة، وبجهاز تبرّز يوصَف بأنّه «مُختَزَل وبدائيّ»، وبجهازِ تنفّسٍ ينتهي فوق الجزء الأوسط مني بشيءٍ يُشبه السُرَّة ذات لسان، والهندسة الأساسيّة المشوّشة والمدفونة لهذه المواصفات الإنسانيّة هي ثدي أُنثى لكائن من الثدييات.
إنَّ كامل وزني هو نسيج دُهنيّ. إنني مُدوَّر في أحد جانبيّ كثمرة بطيخ، والجانب الآخر ينتهي بحَلَمَة، شكلها أسطوانيّ، تبرز بمقدار خمس بوصات عن «الجسد» وطرفها مثقوب بسبع عشرة فتحة، كل منها يبلغ نصف حجم مجرى البول عند الذكر. وهذه هي ثقوب المجاري اللبنيّة. وحسب فهمي لها من دون الاستعانة بالرسوم البيانيّة –إذ ليس لديّ عيون– فإنَّ تشعّب المجاري داخل الفصوص المؤلّفة مما يشبه الخلايا التي تفرز الحليب الذي يخرج إلى سطح الحلمة العاديّة عندما يُمصّ، أو يُحلَب بوساطة آلة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد