أيقظتني الرياح القوية في منتصف الليل، لأجد فقاعة كبيرة من الماء تتشكل على جدار غرفة نومي. كان إعصار ساندي يجتاح المدينة، وكنت أتجول طوال اليوم في شقتي في مرتفعات جاكسون، كوينز، آملاً أن يجعلني ارتفاع الحي الذي أسكن فيه آمناً من خطر الإعصار. في اليوم السابق، أمر عُمدة مدينة نيويورك، مايكل بلومبرغ ، بإجلاء سكان منطقة الفيضانات A، البالغ عددهم 375.000 شخص. وبحلول المساء، توقفت جميع خدمات مترو الأنفاق، مما أدى إلى احتجاز كل السكان الذين لا يملكون سيارات في أحيائهم. في اليوم التالي، 29 تشرين الأول (أكتوبر)، لم يكن هناك الكثير للقيام به، بخلاف ملء حوض الاستحمام بالماء، وتخزين البطاريات، ومراقبة السماء المظلِمة التي تنذر بسوء وشيك. مع اشتداد قوة العاصفة في تلك الليلة، دفعت الرياح بمياه الأمطار لتخترق الملاط بين أحجار البناء، مما تسبب بتلك الفقاعة الكبيرة في جدار غرفة نومي. أزلتُ الفقاعة بحذر ومسحتها، ونمتُ على نحو متقطع، لأستيقظ مجدداً على صوت الرياح الهوجاء، ولأجد الفقاعة تظهر وتكبر مرة أخرى، فيما بدا دورة لا نهاية لها. بحلول الصباح، شعرتُ بأنني محظوظ، على الرغم من تعبي، لنجاتي من الإعصار بأضرار خفيفة نسبياً. ما زلنا نمسك بزمام الأمور، ورأيتُ سيارات الأجرة وشاحنات التوصيل تنطلق مجدداً في الشوارع.
لكن أجزاءً أخرى من المدينة كانت قد تعرضت لأضرار جسيمة. دفع الإعصار بالمياه إلى الحي المالي في مانهاتن، المعقِل العظيم للرأسمالية. وأدى الفيضان البالغ ارتفاعه 14 قدماً (حوالي 4.30 أمتار) الذي سببه الإعصار إلى إغراق محطة فرعية للطاقة في الجانب الشرقي الأدنى من مانهاتن، مما تسبب في حدوث ماس كهربائي كارثي أدى إلى قطع التغذية الكهربائية عن جميع أنحاء مانهاتن السفلى. كما أدى الفيضان إلى غمر العديد من المناطق المنخفضة: ريدهوك، وساحة البحرية، وساحل برايتون، وكوني آيلاند في بروكلن. وفي المناطق المحيطة بخليج جامايكا في كوينز، بما في ذلك روكواي، وهي جزيرة حاجزة، دُمِّر مجتمع بريزي بوينت تماماً بسبب حريق بدأ بماس كهربائي في التجهيزات الكهربائية. وفي جزيرة ستاتن، البلدة التي لم تتعافَ بعد من حزنها إثر أحداث الحادي عشر من أيلول، على شاطئ البحر، تعرضت مجتمعات مثل أوشين بريز وساحل أواك للفيضانات على نحو كارثي.