-
/ عربي / USD
لقد جسّد غوستاف كليمت، خلال حوالي أربعين عاماً من الخبرة والممارسة الفنّيّة، التي انتهت قبل الأوان في عام 1918، جسّد هواجس الحداثة وتناقضاتها، بل وربّما ما جاء أيضاً بعد ذلك مما سمّي بعد الحداثة. وفي الواقع، فقد كان الفنّان ينتقل ببراعة من التفسير الشخصيّ للرسومات التاريخيّة، ومن العصور اليونانيّة القديمة، إلى حركة الانفصال ثمّ إلى أسلوبه الأصليّ الخاصّ والمعقّد الذي يختلط فيه «الأسلوب البيزنطيّ» بأشكال ووجوه نسائيّة تبرز فيها الكثافة العاطفيّة والعمق النفسانيّ. ومع ذلك، وعلى خلاف فترة عصر النهضة التي نضجت في البندقية، حيث كان «شعر الحب» يسمو بشخصيّة الأنثى حتّى في أيقونات فنّانين عظماء مثل تيتسيانو، فقد كان هناك في فيينّا مترجم آخر للعالم الأنثويّ، ألا وهو فرويد وتحليله النفسيّ، فضلاً، وبالطبع، عن وجود أدب مختلف وموسيقى خاصّة.
وإذا استخدمنا مصطلحاً فرويديّاً جديداً، فإنّ العالم الأنثويّ «مثير لاضطراب النفس» إن لم يكن مثيراً للرعب، مثل نظرة ميدوزا. وقد كان كليمت في الرسم، وكتّاب مثل شنيتزلر وبطريقة أكثر «فلسفيّة» موسيل، كانوا يمثّلون جميعاً تلك النظرة حتّى في لعبة المرايا.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد