-
/ عربي / USD
ضَرْبُ الأمثالِ موجود في جميع الأمم والشعوب والثقافات والديانات قديما وحديثا وما زال الناس يضربون الأمثال في مجالسهم وأفراحهم وسمرهم واجتماعاتهم وفضّ خصوماتهم ونزاعاتهم، ويُكنون بها عن حاجاتهم. ولا يخفى على كلِّ ذي لُبٍّ حكيم، وعِلْمٍ قويم، ما للأمثال من أهمية فائقةٍ، وآثار بالغةٍ، في تقريب البعيد، وتصوير الغريب بصورة المحسوس المشاهد بأقرب طريق، واختصار الكلام، وبيان الغامض، وأخذ العظة والعبرة، والحث والزجر والتربية؛ لذلك خصّ الله تعالى كتابه بعلم الأمثال؛ هُدًى للناس وبينات من الهدى والفرقان، كما هو من أساليب دعوة النبيّ r ، فجاء مقصود الأمثال في كتاب الله بصورة عامة للتذكر والتفكر والتبصر والاتعاظ وبيان السبيل، وإصلاح النفوس، وتهذيب الأخلاق، وتصحيح الاعتقاد، وتنبيه الغافلين، وفضح المنافقين، وتحذير المعرضين، وللترهيب والترغيب، والمدح والذّمّ، وإيصال الأفكار التي تقوم بها الحجة على المشركين، والهداية إلى الصراط المستقيم، قال تعالى: { وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنّاسِ لَعَلّهُمْ يَتَفَكّرُونَ}،[الحشر: 21].
أما المقصود الدقيق من الأمثال في كتاب الله هو للدلالة على توحيد الله وعظمته والإيمان به، وإبطال الشرك والتحذير منه، وإبطال دعاء غير الله، وتعظيم العلم وأهلة، وذمّ الجهل وأهله، وبيان حقارة الدنيا، وسوء عاقبتها، وقلة أيامها، وعلى هذين المقصودَينِ يدور كتاب الأمثال الذي بين يديك.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد