-
/ عربي / USD
من طباع الثورات هدير وصخب، ولكونها فعل جماعات بشرية غاضبة يقودها الطموح لقلب الأمور رأساً على عقب، يكثر فيها التخريب والتكسر المادي والمعنوي وشتى مظاهر العنف التي قد لا توفر أحياناً أهلها، وحتى أصحابها وقادتها قد لا يفلتوا من أسنة رماحها، حتى اشتهر بعد الثورة الفرنسية قول بات مأثوراً لأيامنا هذه مفاده أن «الثورة تأكل أبناءها »، وآخر يخاطب الحرية معاتباً بحسرة تدمي القلوب وتجرح الوجدان: «أيتها الحرية كم من الجرائم بإسمك ترتكب »... إلى ما هنالك من ردود أفعال يؤشر العديد منها إلى أن مبادئ الثورات نفسها يمكن أن تسقط قبل بلوغها عتبات الفوز، فتدوسها جماهير مزمجرة كشفرات الزمهرير وتمضي بها إلى حيث تستحيل نظماً ظالمة مجرمة لا تتقن سوى رفع شعارات فارغة كاذبه تنقضها سلوكيات مستبدة خسيسة... بحيث يردد الخائبون من ثوار الأمس، أهل النظام البائد منذ ما قبل ولادته: ندمت ندامة الكِسعيّ لما / رأت عيناه ما فعلت يداه.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد