-
/ عربي / USD
إنّ لبنان كما أراه هو من أجمل الأوطان، ولكنّه مع الأسف محكوم بأكثر الأنظمة السّياسيّة سوءاً وتخلّفاً في العالم.
علّة لبنان التّاريخيّة، هي في نظامه الطّائفي؛ نظام ولّاد للفتن والحروب والانشقاقات، ولعقليّات لا تبني وطناً، بل تدمّر، أو بالأحرى دمّرت ما بقي منه قائماً. وقد خبرنا ذلك وعشناه في ما مضى، وحتّى الأمس القريب، في ويلات ونكبات أصابت كلّ النّسيج الوطني والأهلي والسّياسي، ويلات خرجنا منها كلّنا بالصّدف، وبلحظة حظّ، ولكن من دون أن تُقارَب مسبّباتها بما لا يجعلها تتكرّر.
ولطالما كنت من المقتنعين بأنّ النّظام الطّائفي فقد قدرته على الاستمرار، وبأنّ الحفاظ على لبنان واستمراريّته ككيان، بات يحتّم حلّاً جذريّاً يستأصل الدّاء الطّائفي المعشّش فيه، ويؤدّي إلى إصلاح هذا النّظام وتطويره نحو الدّولة المدنيّة، دولة مواطنة ومساواة، لا غلبة فيها لفئة على فئة. وأنا على قناعة مطلقة بأنْ ليس هناك من سبيل لشفاء لبنان من علّة تحنّطه سوى إجراء إصلاحات بنيويّة؛ اقتصاديّة وإداريّة وماليّة. وعلى خطّ مواز إعلان ثورة إصلاحيّة على المستوى السّياسي، تعيد إلى لبنان رتبته كوطن عنوانها: قانون انتخابات نيابيّة حديث ومتطوّر
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد