-
/ عربي / USD
مسألةُ العلاقةِ بينَ اللُّغةِ والسُّلطةِ قديمةٌ قِدَمَ التفكيرِ اللُّغَوِيِّ والفلسفيِّ على حدٍّ سواء، وليس هدفُنا في هذا الكتابِ أنْ نُعيدَ كتابةَ هذا التاريخ أو دراستَه عند فيلسوفٍ بعينِه، بل نَهْدُفُ إلى تقديم مقاربةٍ نقديَّةٍ للُّغةِ عمادُها التداوُلِيَّةُ الخطابيَّةُ التي ترى في الخطابِ ممارسةً اجتماعيَّةً، أو -بالأحرى- شكلًا من أشكال الممارسة الاجتماعيَّة؛ و ذلك بحكم أنَّ اللُّغةَ، ومنها الخطاب، جزءٌ من المجتمع، ولأنَّ اللُّغَةَ صيرورةٌ اجتماعيَّةٌ؛ تظهرُ في أشكالٍ عديدةٍ أهمُّها الشكلُ التداوُلِيُّ الذي يُظْهِرُ الخطابَ في حالةِ الفعلِ والممارسة.
وقد دَرَسْنا هذه العلاقةَ من خلال حَدَّيْ الاختلافِ والإنصاف، وذلك بحكمِ أنَّ التَّعدُّدَ اللُّغَوِيَّ أمرٌ واقعٌ، وحقيقةٌ ملازِمَةٌ للمجتمعات الحديثة والمعاصرة، ولأنَّ هذا التَّعدُّدَ كان -ولا يزال- يشكِّلُ مجالًا للحربِ اللُّغَوِيَّةِ، سواءٌ أقصدنا بذلك الحربَ بمعناها المجازيَّ أم بمعناها الحقيقيّ؛ وهو ما يتطلَّبُ سياسةً لغويَّةً منصفةً تعترفُ بهذا التَّعدُّدَ اللُّغَوِيّ، وتعملُ في الوقتِ نفسِه على تَرْقِيَتِه بما يخدمُ قِيَمَ الحرِّيَّةِ والعدلِ والسلام.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد