-
/ عربي / USD
يتّبع هذا الكتاب سرديات عدّة وكأنها محاولات لإقناعِ البشرية بأنَّ الأُنوثة بحاجةٍ إلى أن تُصاغ وفق مسارات أُخرى غير المسارات المُتّبعة سابقًا وحاليًا، إلّا إنَّها في واقعِ الأمر تفصيلات لما مرّت به الأُنوثة وكيف تشكّلت وأُريد لها أن تكون بهذهِ الصورة، لذلك تغور الباحثة بتقصّي كينونة الأمر وهو ما الجندر وهل هو مُصاغ حياتيًا، وعلاقته بالأجسادِ وتداخلاته مع تركيباتِ الأُنوثة والذكورة، ولماذا وما مدى اختلاف النساء والرجال، وعلى أي أُسس تم ذلك، والفوارق التي وضعتها البيئة الاجتماعية بتراكيبها ومنظوماتها الثقافية، واستنطاق سياسة الجندر ذاتها وعلاقته بالطبقةِ والعرق؟ بمعنى لم يكن الجندر شيئًا واضحًا جدًا، فهو صنيعة تواشجات اجتماعية عدّة تُرجمت لما نراه اليوم. وحاول هذا الكتاب كشف النقاب عن ملابساتٍ ثقافية كوّنتها العصور البشرية لكيانِ المرأة، لإظهارِ جبرية الحياة المودعة فيها من خلالِ لي عنق كينونتها وإلباسها لباس الدونية والضعف والإنكسار.
الأطروحة الرئيسة لدى النسويات هي أنَّ الأُنوثة لا تُقابل الدونية وعدم القدرة والضعف، وإنما هي تميّز بوجودِ كيان آخر مع كيانِ الذكورة، وهي إنجاز وليست تبرقع بقيمٍ مُعيّنة جعلتها أسيرة تلك المنظومات الثقافية. وليست مُجرّد جمال وتسليع جسدي، ووعاء لإدامةِ الجنس البشري بالإنجاب، هي أكثر وأسمى من أن تُسبغ عليها مثل هذهِ التسميات.
تدفع هذا الكتاب رغبة كبيرة بمحاولةِ إبراز الأُنوثة على أنَّها غير ما تم فهمه بالحياةِ المُعاشة، وبأنَّها صيغت وفق قوالب رسّخت الانهزامية والدونية في كيانِ المرأة، بإماطةِ اللثام عن أوهامِ تغلّب الذكورة عليها بتبعاتٍ وتبريرات جسدية بيولوجية، ولم تكن تلك بمثابةِ ما يُسمى بالأُنوثةِ الناقمة على الذكورة، بقدرِ ما هي استيضاح للموازنةِ المُختلّة في توصيفاتِ الحياة البشرية وتسييرها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد