-
/ عربي / USD
عندما نستحضر سؤال السياسة والأخلاق، فإنَّا ندرس «الفعل» البشري في فرادته، وفي عفويته، وفي سلوكه، وكذلك في قصديته وفي تأويليته. ليست السياسة والأخلاق مجرَّد عمران بشري عن طبيعة الحكم المراد أداؤه أو السلوك الواجب تأديته، بل هما «السؤال» الذي ينبري من الفعل البشري في عتبته الأولى ونصاعته الأنطولوجية («كينونة» الفعل ذاته). نتعلَّم من السياسة والأخلاق طبيعة الفعل البشري قبل أن نقرأ الأحكام والأوامر والزواجر وما ينبغي القيام به أو الامتناع عنه. الفعل سابق على كل إرادة في تغليفه في أمر أو نهي، وفي حكم أو ظن. فصول هذا الكتاب هي قراءة في العتبة المبدئية للفعل البشري وكيف يتمفصل هذا الفعل مع الأبنية الموضوعة في السياسة والأخلاق وعبر مباحث متنوعة تخص تأويل الفعل، وفهم طبيعة العلمانية، وفقه سؤال الحرية والسعادة، واستجلاء دلالة الديمقراطية، ودراسة ألغاز الغُربة والغيرية، واستشكال موضوع الثقافة والمقاومة، واستكناه طبيعة الثَّورة؛ الكل في حوار مُلحّ مع نماذج نافذة مثل حنه آرنت، وجاك دريدا، وميشال دو سارتو، ويوهان إيرهارد، ورونيه جيرار، وهشام جعيط. فصول هذا الكتاب هي قراءات وتأمُّلات تهتدي بما أعطيناه اسم «الثِقَاف»، أي ما يشدُّ الأشياء إلى بعضها بعضًا كالأوتار. الثقاف هو المفهوم الإجرائي الذي سبق لنا أن عنونَّا به محاولة عن فلسفة الثقافة، وأردفناه بمعقولية خاصَّة في الجزء الثاني من «نقد العقل الثقافي». يُعاد استثماره في نطاق الكتابات السياسية، على هامش المشروع واستمرارًا له، ومن أجل رؤية واسعة عن طبيعة الفعل البشري وتجليَّاته في الثقافة والسياسة والأخلاق.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد