-
/ عربي / USD
هناك جهد هائل يجري الآن لإعادة الالتفاف والتجمع في القارة الإفريقية وحولها. ولكن تكلفته البشرية باهظة لا شك. إنه جهد عميق لبناء بُنى الفكر، وتحويل الذهنية الإفريقية إلى مستقبل عالمي، ولا يمكن أن يتحقق هذا المستقبل إلى عبر علاقة متشابكة الأطراف من هدم للبُنى الفكرية الاستعمارية، وإعادة خلق الذات الإفريقية، ووضع تبايناتها في الحسبان. سوف يتشكل مستقبل إفريقيا في تداول مفارقاتها بقوة، وعدم استعدادها للخضوع. هذه هي إفريقيا التي تحرر إطارها الاجتماعي وبنيتها المكانية، وهي تتجه الآن في اتجاهي الماضي والمستقبل على حد سواء - إفريقيا التي تتجه إلى رعاية هذا العالم والانغماس فيه، والاهتمام باللحظة الحاضرة، إفريقيا ذات اللغات والأصوات الهجينة العميقة، إفريقيا التي تمنح مكانًا مركزيًا للتجربة، إفريقيا التي تنبت فيها صور وممارسات ما بعد الحداثة المذهلة. إفريقيا التي تخلق عالمًا يرحب بالجميع، حيث يكون الكل قادرًا على الدخول فيه من دون قيد أو شرط، وسيكون الكل قادرًا على معانقة بعضهم بعضًا، بعيون مفتوحة على مصراعيها، لا يمكن الانفصال عن العالم، في طبيعته المتشابكة وطابعه المركب، تكريمًا لهذه الأرض التي نتشاركها، وتكريما لسائر سكانها بما في ذلك البشر وغير البشر.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد