-
/ عربي / USD
يحتفي زاهي وهبي بالجوهري وينطلق منه، مدافعًا عنه ومنتميًا إليه، وفي زمن تبدو فيه فلسطين قصيّة كما لو أنها في قارة أخرى أو محيط لم يُكتشف بعدُ! يأتي هذا العمل الشِّعري ليشير إليها بوضوح بالغ الكثافة: فلسطين هنا، بشراً وتاريخاً وزيتوناً ونهراً وبحراً.
في زمن التأتأة وارتجاف الكلام أمام سطوع الحقيقة، تبدو الكلمات أكثر أهمية من الخبز! وقد أصبح الاكتفاء بنصف المعدة وبربعها وبعُشرها معادلة المستلبين للتمسك بحياة بلا طعم، ويوم لا يشير إلى الغد، وجباه منزوعة الكرامة..
يكتب زاهي وهبي، بوضوح لا لبس فيه، وإنماء آسر، شفاف وحيّ، لفلسطين الأرض والشعب والثقافة والنضال، فلسطين الحرية، فلسطين العربية، فلسطين الأمس واليوم والغد، يكتب لأولئك (العراة الذين ملَّحوا الأرض بأجسادهم)، معمرًا للشهيد والشريد بيتًا، (لا تقوى الدبّابة على هدمه ولا يدخله الغزاة).
نحن نقف مع فلسطين لا لأننا فلسطينيون أو عرب، بل لأن فلسطين امتحان يومي لضمير العالم.. وفي هذا الكتاب أحد تجليات الإنسان الذي يدرك أن فلسطين هي هذا الامتحان المتجدّد مع شمس كل نهار، وهبوط كل ليل، فلسطين غير القابلة أبدًا للقسمة على اثنَين: العدل والظلم، العنق والسكين، الأغنية ودويّ الانفجار، وقبل هذا وبعده، غير قابلة للقسمة على: الفلسطيني والـمُحتل.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد