-
/ عربي / USD
يمكننا أن نقول بهذا الصَّدد أنَّ لغة اللّعبي هنا لغة تأسيسيَّة، أنَّ ما نتلمَّحه، من بعيد، هو هذه الملكة على اجتراح ما يمكنُ اعتباره أصلاً ثانياً، ما يُمكن اعتباره هويَّة مزدوجة، ما يُمكن تسميته بحسب النصوص "عرف اللحظة"، "قبضة الفردوس، روح الآخر" "الغزال غير المنتظر" "جناح يحترق بحق" "الرغبة إلى حدِّ الإيلام". في كلِّ هذه الشَّذرات نجد قابليَّة الكلام لأن يوازن ويجمع، قابليَّته ليخترعَ هوية وتعريفاً صادرين عن قدرٍ من التناسخ، قدر من استلهام نص كامل وراء الكلمات، استشراف هذا النص وهو يتوقَّد ويستشفُّ ويلمّح، أن يقول الشيء وعينه. هذا التبادل السِّحري بين الأشياء، وهذه القدرة على استدعاء شرارةٍ كونيَّة لكلِّ لحظة، على قول في الوقت ذاته، وبسلاسة وطلاقة، ما فوق وما تحت، ما يعلو وما يسفل، ما يصعدُ وما ينخفض.
يمكننا هكذا أن نتكلَّم عن فلسفة، كما يمكنُ للشِّعر أن يكون فلسفة، كما هو الإضمار الفلسفي الذي يجعلُ من الشِّعر نصفَ فلسفة، أو يجعل منه فكراً للفكر. فلسفة أخرى لها ما يصدر عن بؤرة واحدة، ما يتراشقُ وينكسر ويتعاركُ ويصطرعُ مع بقائه شعراً. بل هو الفلسفة من جهة أخرى، دورانٌ حول، وسؤالٌ من تحت، بل وبؤرةٌ ثانية وصدورٌ بنسق خاص، بل وقراءة تتبعثر وتولدُ من شتاتها، ولا استوائها ونقص اكتمالها، وانزياحاتها، فكرها هي أو طريقتها في الفكر.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد