مارينا تسفيتايفا من أعظم شعراء وشاعرات روسيا في القرن العشرين، هي شاعرة وكاتبة نثر، إضافة إلى عملها في الكتابة المسرحية، عملت أيضًا مُترجِمة وناقدة أدبية بارزة، وتُعد من ألمع ما يُسمى (شعراء وشاعرات العصر الفضي الروسي)، ومن أهم أعضائها: إلكسندر بلوك، نيقولاي غوميلييف (زوج الشاعرة آنا أخماتوفا )، وآنا أخماتوفا، بوريس باسترناك، ميخائيل كوزمين، فاليري بريوسوف، سيرغي يسينين، فلاديمير ماياكوفسكي... وآخرون.
وُلدت تسفتايفا في موسكو في عائلة من الفنانين الموهوبين، ومنذ طفولتها المبكرة وجدت نفسها محاطة بالفن والأدب، الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من عالمها الداخلي، بدأت كتابة الشِّعر في سن مبكرة، وظهرت ثورة شباب مع عصيان وتمرد على الأعراف الاجتماعية، لكن يبقى السؤال الأهم والذي يعتبر لُغزًا عن ماهية الأسباب التي أدت إلى مصيرها المأساوي؟ حيث إن حياتها مليئة بالألم والمعاناة، وواجهت فيها كثيرًا من الخسائر التي لا تُطاق وظلمًا لا يحتمل من القدر.
شخصيتها المعقدة، وحدتها العاطفية، وكذلك مشاكلها العائلية، وصراعها الحاد مع المجتمع.. كل ذلك أثَّر بشكل واضح على مسيرتها وأعمالها. ومع كل ذلك كانت روحها الإبداعية مفعمة بالفرح بشكل لا يوصف. وأصبح شِعرها رمزًا للنضال من أجل حرية التعبير.
كانت تسفيتايفا شخصية معقدة، متقلبة باستمرار بين الفرح واليأس، بين هبات عاطفية والفراغ الروحي. تشهد يومياتها ورسائلها على عالمها الداخلي المليء بالتناقضات والمعارك الداخلية. كانت الأوقات التي عاشت فيها تسفيتايفا قاسية وصعبة للغاية، ولا يمكن التنبؤ بها، إذ إنها كانت مشاركة نشطة في الأحداث الثورية وبطلة في عصرها، لكن حياتها شابتها خسائر مأساوية جسيمة، مع ظلم واضطهاد النظام السياسي لها ولعائلتها.