-
/ عربي / USD
"هدهد سين" مجموعة علي مطر الشعرية الجديدة التي طال تأخُّرها. المجموعة التي تتجاوز مئة صفحة بقليل، مكرّسة بكاملها للحُبّ، بل هي منذورة لحُب واحد، بل ولامرأة واحدة ينمّ عنها العنوان. فهدهد سين هو شاعرها، وسين محبوبته، والمجموعة رسائله إليها، بل هي حديثه عنها، إن لم نقل دورانه حولها. "هدهد سين" هي، على نحو ما، تبحُّر واستدعاء وتأمُّل، في ما يلح على أنّه سيرة واحدة.
هكذا ننتبه إلى أنّ المجموعة، من وراء السنين، تسترجع ماضياً للحُب، كان يضمّ اسمَين، فنقول قيس ليلى وكثير عزّة وعنتر عبلة. لنقُل إنّ شعراً كهذا يردّنا إلى أطروحة كاملة عن الحُب، وبُعد شخصي له، وقربى ما بين الشعر والسيرة، بل وتقاطع بين الغناء والحياة الشخصية. لعلّنا، في الوقت ذاته، نذكر أنّ القصيدة الراهنة تغضي تقريباً عن الحُبّ، ولا تقيم من السيرة الخاصّة موضوعاً شاملاً. نزار قبّاني كرّس جانباً أعمّ، من شعره، للحُبّ، لكن الأسماء عنده تعدّدت، ولم تقف على واحدة. اليوم يشطح الشعر بعيداً عن الحياة الخاصّة، لا نجد شعراً مكرَّساً لامرأة باسم معلن، شأن مجموعة علي مطر الأخيرة التي تكاد تجد الحُبّ، بل وامرأةً واحدة، ما يتوازى مع اسم واحد وحكاية خاصّة.
في "هدهد سين" (مرفأ للثقافة والنشر، 2024) ما يُناظر الشعر ويكاد يوازيه، رسوم شوقي يوسف التي هي، على نحو ما، قراءتُه الخاصّة للشعر، وقدرته على خلق ما يقابلها، بل ويبدو إزاءها قصائد مرسومة. نقرأ تحت عنوان لافت "فخر الحب": "لم يَكتب واحدٌ من قبل عن الفخر بالحب". من الواضح أنّ الشاعر هنا يعود إلى أغراض الشعر القديم، بل يصل بين الحُبّ والفخر الذي يردّه موازياً للشعر بكلّيته. كأنّ مطر في ذلك يقول إنّ الحُبّ هو الشعر ويضعه حيث يضع الشعر، بل يجده في قرارته ولبّه "في عمق الصورة/ الحُبّ وحيد/ ونحن نعضّ عليه بأسنان الحُبّ".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد