الكتابة عبارة عن الأقسام الأربعة الأول من المجلد الأوّل من معجم عبد الله العلايلي وهي تستغرق ما أصدرته منه دار المعجم العربي التي تشارك الشيخ في تأسيسها مع سهيل يموت. يتساءل العلايلي في مقدّمته : «هل من قيمة حقيقيّة لنتائج المدرسة اللغويّة القديمة» ؟ ويضيف: «هذا السؤال...
الكتابة عبارة عن الأقسام الأربعة الأول من المجلد الأوّل من معجم عبد الله العلايلي وهي تستغرق ما أصدرته منه دار المعجم العربي التي تشارك الشيخ في تأسيسها مع سهيل يموت. يتساءل العلايلي في مقدّمته : «هل من قيمة حقيقيّة لنتائج المدرسة اللغويّة القديمة» ؟ ويضيف: «هذا السؤال حملني على معاودة درس العربيّة من جديد متّخذًا لنفسي شعارًا: ليس محافظة التقليد مع الخطأ وليس خروجًا التصحيح الذي يحقّق المعرفة. فلا تمنعني غرابة رأي أظنّ أنّه صحيح من إبدائه لأنّ الشهرة لم تعد أبدًا عنوان الحقيقة؛ وأيضًا لا يحول بيني وبين رأي أنّه قليل الأنصار، لأنّ الحقّ لم يعد ينال بالتصويت...» ثورة العلايلي اللغويّة لم تجد آذانًا صاغية وقد ظلّ عمله المعجمي الفردي غير مكتمل متوقّف عند أوّل حروف الأبجديّة، بيد أنّه ساهم مرّة تلو المرّة في معاجم اكتملت كالمنجد والقاموس العسكري. هذا المعجم غير المكتمل هو تتمّة عملية لنظريّة العلايلي المعجميّة القائمة على مجموعة من الأفكار الأساسيّة : متن اللغة يقوم على القياس، لا يقال بالشذوذ إن وجد للكلمة وجه قياس، وأنّ ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب ولو لم يكن مألوفًا. لنأخذ مثلاً فعل أثَم يقول العلايلي أنّ التأثّم يعني التحرّج ومن هنا فكلمة إثم لا تعني الذنب والخطيئة بل حرمة المسّ أي التابو (الكلمة التي دخلت اليوم إلى العربيّة). والتابو برأي العلايلي هو الجانب السلبي للمقدس ثم بالإنذلاق إكتسب معنى الذنب. رصد عبد الله العلايلي «إنذلاقات» اللغة العربيّة وحاول ما استطاع أن ينقذ ما يمكن إنقاذه من هذه اللغة.