-
/ عربي / USD
قال الأزليّ لإبراهيم الخليل ذات مرّة في رؤيا: "لا تخف!"؛ لكنّ الخوف أسدل ستاره على المدينة في كلّ مكان... "لا تخافي"، "لا تخافي"، تتردّد هذه الكلمات غير مرّة في الكتاب ولكنّ الشعور لا ينحسر.
يروي "محمود شقير" قصّة أناس عاديّين يعيشون تحت وطأة آخرين، حكاية "السكّان الأصليّين الذين عليهم أن ينقرضوا لكي يلذّ للمستوطنين العيش في البلاد"، بصراحة عارية، يُطلعنا الكاتب على حياة بعض العرب في القدس، وبأسلوبه ذي الإيقاع السريع يفتح نوافذ عديدة على وجوه منوّعة، منها المألوف ومنها الغريب، ويشعر القارئ، في مشاهد متتالية، بصلة تشدّه إلى الأشخاص في يوميّاتهم، فيرافقهم حتّى نهاية الكتاب.
إنّها الحياة اليوميّة بفرحها وبؤسها، تستر غداً مقعماً بالمخاوف من جبران يُضمرون الأذى، وجوه لا تُنسى، قلوب تتأجّج فيها الحياة، والحبّ لا يغيب ولكنّه مهدّد حتّى في لحظة إحتدامه... والمدينة ساهرة، فالأشياء فيها تشهد للناس: أبوابها تُطمئن، والمقهى حائر، وشرفات المدينة تسهر على سكّانها كظئر رؤوم، وهم يتصبّرون... أمّا المدينة، فلا تخاف، فقد مرّ عليها الزمن وهُدمت مراراً ثمّ انبعثت، فصبرها لا ينفد! في قِدَمها شاهدت أفواجاً تجتاحها بعد أفواج، وتزول... فالقدس وحدها هناك!.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد