إن المتتبع لروايات أهل البيت (ع) في شأن ظهور الإمام(ع) ، يجدها تقوم بتشكيل فكرة عن مناخ العصر الذي يعيشه الناس قبل ظهور الإمام (ع) وتشير الى أهم العلامات والأحداث السياسية والإجتماعية على الصعيدين الإسلامي والعالمي على حدّ سواء. ولو وضعنا هذه الأحداث الواردة في الأحاديث ...
إن المتتبع لروايات أهل البيت (ع) في شأن ظهور الإمام(ع) ، يجدها تقوم بتشكيل فكرة عن مناخ العصر الذي يعيشه الناس قبل ظهور الإمام (ع) وتشير الى أهم العلامات والأحداث السياسية والإجتماعية على الصعيدين الإسلامي والعالمي على حدّ سواء. ولو وضعنا هذه الأحداث الواردة في الأحاديث لأمكننا ترتيبها أو الانطلاق بها بحسب الواقع التاريخي المعاصر من عهد احتلال واستعمار البلدان العربية من قبل الأوروبيين، ويفسر رسولنا الكريم(ص) سرّ هذا الخضوع لهم كنتيجة طبيعية للابتعاد عن الدين والتعلق بالدنيا وحب الحياة، وهو في ذلك يقول(ص):(يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كلّ أفق، كما تداعى الأكلة على قصعتها،قال قلنا : يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ؟ قال : أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، ينتزع المهابة من قلوب عدوّكم ويجعل في قلوبكم الوهن قال قلنا: وما الوهن؟ قال: حب الحياة وكراهية الموت). فهل نحن في عصر الظهور فعلاً وهل ما يجري من حولنا هو من هذه العلامات ، هذا ما سنتابعه في هذا الكتاب.