-
/ عربي / USD
إن توقفنا للحظة عند واقع الحال في المجال العلمي، نجد بوضوح أن التقدم الذي أحرزه الفكر في سياق العلوم مبني على وقفة رفضية، على مساءلة نقدية، على شك جريء بالمقدمات السابقة. لو أن العلماء لم يمارسوا النقد لنظريات وضعها علماء كبار قلبهم لما تمكنّوا من التقدم والوصول إلى ما حققوه حتى اليوم. فالمحرم دائرته تقلّصت، والممنوع من النقد قد تحجم. ليس من نظرية مقدسة، ولا من عالم فوق الإخضاع للنقد.. كذلك نجد في مجال علم الإنسان أنه لولا ممارسة النقد لما تنوعت المقاربات للظاهرة الواحدة، ولما تطورت معرفة الإنسان بنفسه، وبما يعتريها من مشاكل وأمراض، ولما تنوعت النظريات الاجتماعية والتاريخية والأدبية. فالنقد ممارسة إنسانية راقية، لا تهدف إلى الهدم من أجل الهدم، ولا تكترث بإلغاء النقيض ومحو أثره. إنه الطريق المؤدي إلى الإبداع، واختراق دائرة الرتابة، والخروج من النمطية والاجترار.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد