عندما نضع مصطلحي (المثقف) و(السلطة) في علاقة ما، نريد التعرف على طبيعتها، فإن مثل هذا الإجراء يفترض ويعني، أننا على دراية ومعرفة كافية بما يعنيه كلا المصطلحَيْن، نظرياً وواقعياً أيضاً. غير أننا سنكون على وهم كبير إذا افترضنا أن مثل هذه المعرفة الكافية بطبيعة المصطلحَيْن...
عندما نضع مصطلحي (المثقف) و(السلطة) في علاقة ما، نريد التعرف على طبيعتها، فإن مثل هذا الإجراء يفترض ويعني، أننا على دراية ومعرفة كافية بما يعنيه كلا المصطلحَيْن، نظرياً وواقعياً أيضاً. غير أننا سنكون على وهم كبير إذا افترضنا أن مثل هذه المعرفة الكافية بطبيعة المصطلحَيْن متوافرة وموجودة بالفعل في أذهاننا. ذلك لأننا لا نعرف في واقع الأمر من كلا المصطلحَيْن ،إلا ّواحداً منهما فقط ،هو بأداء مباشر، مصطلح (السلطة).الأمر الذي يعني أولاً: أن كل النتائج التي ستبلـّغنا إيّاها هذه العلاقة ستكون بالضرورة نتائج خاطئة مضللة، بسبب جهلنا بحقيقة أحد الطرفين المكونين لها، أعني، طرف (المثقف)،أما لماذا تتسنى لنا معرفة طرف واحد من طرفي العلاقة هو (السلطة) دون معرفتنا لطرفها الآخر المتمثل بالمثقف، فإن الاجابة تتمثل بالقول المرير المباشر أننا لا نعرف ما يمكن أن يعنيه مصطلح (المثقف) بالنسبة لنا، لأن هذا المصطلح، لا دلالة واقعية له بيننا أبداً، أعني أن نموذج المثقف المؤهل لأن يوضع في مثل هذه العلاقة النوعية مع السلطة، نموذج لا وجود له البتّة في الواقع الثقافي العربي، ولم يجر لنا التعرف عليه الى الآن، اللهم إلاّ بذلك القدر اليسير الذي سمحت السلطة يترشحه إلينا من خلال فهمها الخاص لما يمكن أن تعنيه الثقافة. عادل عبدالله شاعر وناقد أدبي وباحث معني بالدراسات الثقافية. أصدر في مجال الشعر ثلاث مجموعات شعرية: مؤونة الرحيل الى الفراغ، وزارة الثقافية العراقية، 1989. بمناسبة وجودي حياً، دار الزاهرة ـ بيت الشعر الفلسطيني، 2000. متحف العدم، دار الشؤون الثقافية، بغداد 2004. وفي البحوث والدراسات النقدية والفكرية: ادونيس ، الرماد العقيم لطائر الفينيق ، دار المنصور، بغداد 1996. التفكيكية ، إرادة الاختلاف وسلطة العقل، دمشق 2001. الله والامام، بحوث فكرية في الاسلوب الالهي لاقامة الدين ـ جزءان- دار الشؤون الثقافية، بغداد 2006. مكانة الشعر ، مقدمة في الاصول النفسية والفكرية للقصيدة، بغداد 2008