رعاد هايدغر إلى الشعر لأنه أعظم الفنون وأميزها في تحديد مسكن الوجود وانكشاف حقيقته، إذا "كان الفن في جوهره شعراً فيجب أن ينسب فن العمارة وفن التصوير وفن الموسيقى إلى فن الشعر". لما يفكر الشاعر فهو يفكر فيما لم تطرحه الفلسفة، لذلك يعود الشاعر بعد غياب ليحل محل الفيلسوف في طرح...
رعاد هايدغر إلى الشعر لأنه أعظم الفنون وأميزها في تحديد مسكن الوجود وانكشاف حقيقته، إذا "كان الفن في جوهره شعراً فيجب أن ينسب فن العمارة وفن التصوير وفن الموسيقى إلى فن الشعر". لما يفكر الشاعر فهو يفكر فيما لم تطرحه الفلسفة، لذلك يعود الشاعر بعد غياب ليحل محل الفيلسوف في طرح الأسئلة المصيرية حول الوجود -في- العالم. لم تكن الفلسفة وفية منذ أفلاطون لمقاصدها ورهاناتها التي رسمها لها فلاسفة فجرها الأول. عثر هايدغر في شذارات هيراقليطس وبارمنيدس وفي السؤال الذي طرحه نيتشه: "هل الفلسفة علم أم فن؟" عن خيط هاد للتفكير مجدداً بالفن موضعاً للانكشاف حقيقة الوجود.