يستدعي هايدغر الميتافيزيقا أو تاريخ نسيان الوجود، لأنه عين الاستشكال وموطن النظر لتقويض الجرم الأفلاطوني الذي مهد لقيام كل الميتافيزيقا الغربية. شكلت المحاورة الهايدغرية مع البدء الأول الميتافيزيقي تحولاً مهماً، رسم استراتيجية التعامل النقدي مع التراث أو تأهيله خارج...
يستدعي هايدغر الميتافيزيقا أو تاريخ نسيان الوجود، لأنه عين الاستشكال وموطن النظر لتقويض الجرم الأفلاطوني الذي مهد لقيام كل الميتافيزيقا الغربية. شكلت المحاورة الهايدغرية مع البدء الأول الميتافيزيقي تحولاً مهماً، رسم استراتيجية التعامل النقدي مع التراث أو تأهيله خارج التشريع الميتافيزيقي. لم يغفل هايدغر أن مجاوزة الميتافيزيقا تحتاج إلى رسومات البدء الأول والانفتاح على بدء آخر يعود فيه الوجود سؤالاً مركزياً لكل فلسفة. كان الانشغال بالتقويض والانهماك بترويض السؤال الفلسفي أبرز مهمات المرسم الفينومينولوجي. لم يتوقف هايدغر عند أفلاطون، بل جاب كل دروب الفلسفة الغربية وأقام عند فلاسفتها دون استثناء. وقف عند الفلسفة الوسيطة في منزعها التيولوجي واشتغل على تفكيك رهانات الحداثة، فوقف عند عقلها العلمي التقني الميتافيزيقي.