عنوان مجموعة المقالات هذه يستعيد ذلك الذي أعطاه المفكر الفرنسي روجيه غارودي لكتابه القيّم والشهير: «الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل». ذلك لأن ذلك الكيان قد تأسس في المخيال السياسي لشعب اليهود على مجموعة من الأساطير والخرافات قام المشروع الصهيوني باستعادتها وبإعادة...
عنوان مجموعة المقالات هذه يستعيد ذلك الذي أعطاه المفكر الفرنسي روجيه غارودي لكتابه القيّم والشهير: «الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل». ذلك لأن ذلك الكيان قد تأسس في المخيال السياسي لشعب اليهود على مجموعة من الأساطير والخرافات قام المشروع الصهيوني باستعادتها وبإعادة صياغتها لكي تتألف منها إيديولوجيا قادرة على تعبئة صفوف أولئك المدعوين إلى الانضواء تحت رايته، وعلى إضفاء المشروعية عليه في نظر الغير، وإلحاق الوهن بنفوس ضحاياه، والتغطية على الجرائم التي كانت في أساس قيام دولته. أما الدولة اللبنانية ونظامها السياسي وصيغتها وكيانها فهي أيضاً بحاجة إلى أساطير وخرافات مؤسسة لكي تضفي على نفسها مشروعية تفتقد إليها دستورياً لأنها غير قائمة على دستور وضعته هيئة تشريعية ما، أو جرى إقراره بالاستفتاء الذي يكرس كون الشعب وليس الطوائف مصدر السلطات؛ ولكي يجري من خلالها التغطية على كون الطائفية شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز العنصري لم يعد مقبولاً في هذا العصر. لقد حاولتُ في هذه المقالات أن ألقي الضوء على تلك الأساطير والخرافات، وأن أطرح بديلاً وطنياً وديموقراطياً يضمن الخلاص للشعب اللبناني ويحقق له مستقبلاً أفضل، وأن أنوّه بتلك الصورة ـ المضادة للواقع القائم، صورة الشعب المقاوم بسلاحه وبأظفار نسائه وأسنان أطفاله لكي لا نفقد الأمل ولكي نشيع الثقة بالمستقبل.