أمّا السواد الأعظم من الناس، فيتفرّغ للصلاة والابتهال للَّه والأنبياء، كي يفوز في الآخرة بما لم يحصل عليه في الدنيا. فأنا يا نسيم أريد أنْ أجرّب. ضقت ذرعاً بالوحدة، ولم أعد أطيق صقيع إحساسي بالاغتراب عنهم. أُريد أن أفعل ما يفعلون، كي أنتمي إلى ما يضحكهم ويحزنهم. تعبت من...
أمّا السواد الأعظم من الناس، فيتفرّغ للصلاة والابتهال للَّه والأنبياء، كي يفوز في الآخرة بما لم يحصل عليه في الدنيا. فأنا يا نسيم أريد أنْ أجرّب. ضقت ذرعاً بالوحدة، ولم أعد أطيق صقيع إحساسي بالاغتراب عنهم. أُريد أن أفعل ما يفعلون، كي أنتمي إلى ما يضحكهم ويحزنهم. تعبت من الاستغراق في التفكير في صواب ممارساتهم وخطأ التزاماتهم. وليس مِنْ حلّ إلا بالانشغال عَنْ حالي والانتماء إلى أحوالهم، ولا بأس مِنْ أنْ أواجه قلقي وسوداويتي باللهو عما تتعيش عليه الجماعة. مَنْ يعلم، لعلي أجد في ذلك راحتي كراحة الوجوه الفرحة عندما يتحدث أبٌ كيف أنّه سمع طفلته تقول «بابا»، كما لو أنّ مصير العالم كلّه متوقف على ما تفوّهت به صغيرت.