بين دفّتي هذا الكتاب محطّات نقدية حول أعقد وأروع الفلسفات المعاصرة من حيث القوّة البلاغية والمعالجة النظرية والكفاءة التقنية التي تحلّى بها دريدا ليس فقط في قراءة النصوص والوقوف على المواطن الفكرية، وإنّما أيضاً في ربط الزمن بالمكان والحاضر بالمستقبل والعقل بالسياسة...
بين دفّتي هذا الكتاب محطّات نقدية حول أعقد وأروع الفلسفات المعاصرة من حيث القوّة البلاغية والمعالجة النظرية والكفاءة التقنية التي تحلّى بها دريدا ليس فقط في قراءة النصوص والوقوف على المواطن الفكرية، وإنّما أيضاً في ربط الزمن بالمكان والحاضر بالمستقبل والعقل بالسياسة والأدب بالفلسفة واللغة بالواقع والإنسان بالمصير والألم بالأمل. تتناول هذه الدراسات مواضيع متنوّعة تخص مصطلح التفكيك ونقد الميتافيزيقا والتمركز الخطابي، وسؤال الشبحية والعلامة والتأويل، إلى جانب قضايا الحرية والسياسة والعقل وحقوق الإنسان والحيوان. تحاول هذه الدراسات الإلمام بالجوانب المترامية الأطراف لفلسفة دريدا التي تتقاطع مع الفلسفات الأخرى نقداً وتنويعاً، أو مع المناهج النظرية والتطبيقية تأثّراً وتأثيراً مثل البنيوية والسيميائية والتداولية. هناك أيضاً محطات موقع الفكر العربي المعاصر في خريطة التفكيك وموقفه من فلسفة دريدا، بين الإشادة والإنتقاء، أو الهجران والهجاء، لكن أيّاً كانت المسوّغات في تبنّي مواقف دريدا أو استهجانها، تبقى هذه المواقف الشاهد على تطوّر الفكر الفلسفي من البداهات الأفلاطونية والديكارتية إلى البواده النيتشوية والهايدغرية، حيث سؤال الحقيقة والواقع والقيمة يبتعد عن الضمانات الموهومة لينفتح على الإمكانات التي تنبثق من صُلب الحدث، في الآن، وفي الآتي.