-
/ عربي / USD
في قهقهة التاريخ المتقدم عبر الإمكانات المتضاربة، يحتضر عالم بكامله، ويتهيأ للولادة آخر. تتفكك نظم من الفكر والاقتصاد والسياسة يصعب عليها الموت بغير عنف، تتصدى لجديد ينهض في حشرجة الحار وتقاوم في أشكال تتجدد بتجدد ضرورة انقراضها، تنعقد بين عناصرها المتنافرة تحالفات هي فيها مع الموت على موعد يتأجل. إذن، فليدخل الفكر المناضل في صراع يستحث الخطى في الطريق الضرورة الضاحكة. فهو اليانع أبدأً، وهو اليقظ الدائم، في الحركة الثورة ينغرس ويتجذر. يستبق التجربة بعين النظرية، ولا يتخاذل حين يفاجأ: يتوثب على المعرفة ويعيد النظر في ترتيب عناصره ليؤمن للنظرية قدرتها على التشامل، ورحابة أفق يتسع لكل جديد. هكذا يكتسب كل نشاط نظري طابعاً نضالياً، ويتوق كل نشاط ثوري إلى أن يتعقلن في النظرية، فتتأكد، بالتحام النشاطين في الملموس التاريخي، ضرورة الفكر العلمي في أن يكون ثورياً. وضرورة الحركة الثورية في أن تكون علمية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد