ما توصلنا إليه يُحرِزُ تحررين: تحرراً للنص الديني من دلالات مُقررة مُسبقاً تفرض عليه ما يجب قوله وتحجب عنه ما يمكن أن يقوله، وتحرراً للقارئ من إكراهات المعنى وإلزامات المداولة في تلقي النص الديني وفهمه، فلا يعود القارئ مُرغماً على تلبس دور \"المفسر النوعي\"، الذي لا يعبأ...
ما توصلنا إليه يُحرِزُ تحررين: تحرراً للنص الديني من دلالات مُقررة مُسبقاً تفرض عليه ما يجب قوله وتحجب عنه ما يمكن أن يقوله، وتحرراً للقارئ من إكراهات المعنى وإلزامات المداولة في تلقي النص الديني وفهمه، فلا يعود القارئ مُرغماً على تلبس دور \"المفسر النوعي\"، الذي لا يعبأ بمتغيرات الأزمنة والأمكنة والتحولات الثقافية. هذا الأمر يكفل للقارئ أن يعيش عصره ويتلبس هواجسه وقلقه وهمومه ومخاطره وآفاقه، ويضمن له فاعلية حضور أثناء حدث القراءة والفهم والرؤية، ويتيح له الدخول إلى النص والسكن في داخله والتحرك في أرجائه بحرية من دون إملاءات مسبقة، ليتم بناء شروط جديدة للحوار والتواصل بين القارئ والنص، تتحداهما معاً وتستثيرهما في ابتكار أنساق دلالية قادرة على تدشين فضاءات معنى راهنة وغير مسبوقة.