مثلت الليبرالية الجديدة التي حملها المحافظون الجدد أيديولوجية النظام الرأسمالي العالمي في مرحلته الأكثر احتكارية وعولمة، ومثلت ثورة رؤوس الأموال على القوى العاملة. جددت هذه الأيديولوجية الهجمة الإمبريالية على دول العالم الثالث، ودعت إلى إسقاط الجيلين الثاني والثالث من...
مثلت الليبرالية الجديدة التي حملها المحافظون الجدد أيديولوجية النظام الرأسمالي العالمي في مرحلته الأكثر احتكارية وعولمة، ومثلت ثورة رؤوس الأموال على القوى العاملة. جددت هذه الأيديولوجية الهجمة الإمبريالية على دول العالم الثالث، ودعت إلى إسقاط الجيلين الثاني والثالث من شرعة حقوق الإنسان، وإسقاط "الدولة الحاضنة" وقيم العدالة والتكافل الاجتماعي. كما أشادت هذه الليبرالية بـ"عقلانية السوق الحرة" و"عدالتها" و"قدرتها على تجاوز الأزمات الدورية للرأسمالية"، في حين دفعت النظام إلى أكبر أزمة دورية منذ العشرينيات من القرن الماضي. وستحدث هذه الأزمة المديدة تغييرات عميقة في بنية النظام العالمي، وانزياحاً لمراكز الثقل فيه، وإنهاءاً للقطبية الواحدة وهيمنة الغرب الاقتصادية والعسكرية والثقافية.