في هذه الإضاءات على سِيَر عدد من الشعراء والأدباء في الشرق والغرب وعبر مراحل من الزمان، ابتداءً بالأميرة السومريّة "إنهيدوانا" أول شاعرة في التاريخ، إلى الإغريقية الشاعرة "سافو" التي فتنت الفيلسوف أفلاطون فنعتها بـ "إلهة الفن"، إلى عمر الخيام، وجبران خليل جبران وميّ زيادة...
في هذه الإضاءات على سِيَر عدد من الشعراء والأدباء في الشرق والغرب وعبر مراحل من الزمان، ابتداءً بالأميرة السومريّة "إنهيدوانا" أول شاعرة في التاريخ، إلى الإغريقية الشاعرة "سافو" التي فتنت الفيلسوف أفلاطون فنعتها بـ "إلهة الفن"، إلى عمر الخيام، وجبران خليل جبران وميّ زيادة والطيّب صالح وغيرهم ممن دفعت المناسباتُ المؤلِّفة إلى عرض سِيَرهم، ما يؤكّد أنّ ماجدة داغر عميقة التفكير، جيّاشة الشاعريّة، واسعة الثقافة، وذات أسلوب شائق في التعبير يدلّ على حاسّةٍ جماليّة حارّة، جعلتها تدرك أنّ عظمة الشعر بصورة خاصة، تكمن في أنه صوت الإنسان والعلاقة الدافئة بينه وبين أخيه الإنسان، والصلة التي تربط بين الشعوب والأعراق وحركات الأزمنة، ممّا يجعل للحياة الإنسانية معنى أكبر وأعمق وأجمل، ويؤسّس لوحدة كونيّة. وبناء على هذا الواقع جمعت المؤلّفة، في إطار الوحدة الوجوديّة، بين مختلف الشعوب ومختلف الأزمنة والأمكنة، إظهارًا للتواصُل والتكامُل ودلالةً على ما في الحياة من جمالات تعبّر عنها بإيقاعاتها الظاهرة والخفيّة. وما يحتويه هذا الكتاب من عرض للمشكلات اليوميّة في حياة الفرد والمجتمع، وأحوال البيئات المنوّعة والمؤثّرات الكثيرة التي تعمل في تكوين الشخصية الفكريّة والروحيّة للفنان، ممّا لا يعيره "الباحثون" و"المحلّلون" اهتمامًا مساويًا لاهتماماتهم الفارغة بالتحليل والشرح والتفسير، وما أكثر ما تُقوقئ الدجاجة البائضة وكأنها سَتلِد كوكبًا سيّارًا!. في هذا الطوفان من المنشورات التي تصدر في زماننا هذا وتزخر بالتحليل والتعليل استنادًا إلى نظريات أكاديميّة مدروسة… وبالشروح والتعليقات المفتعلة الغامضة، يطلّ كتاب ماجدة داغر في مفاوز هذا الوسط الصحراوي كما تطلّ الواحة الخضراء ذات الينابيع والأفياء.