توارث اليهود الطبيعة العدوانية جيلاً بعد جيل، ولم يتورع مفكروهم وحكماؤهم في الحركة الصهيونية، منذ نشوئها أن يفلسفوا العدوان ويسوغوه لشعبهم مستندين في فلسفتهم إلى \"وعد إلهي\"، زوَّروه لمصلحتهم، وإلى إدعاء بأن الله فضلهم على سواهم من بني البشر. وقد انطلقت الصهيونية من وجود...
توارث اليهود الطبيعة العدوانية جيلاً بعد جيل، ولم يتورع مفكروهم وحكماؤهم في الحركة الصهيونية، منذ نشوئها أن يفلسفوا العدوان ويسوغوه لشعبهم مستندين في فلسفتهم إلى \"وعد إلهي\"، زوَّروه لمصلحتهم، وإلى إدعاء بأن الله فضلهم على سواهم من بني البشر. وقد انطلقت الصهيونية من وجود المشكلة اليهودية ممثلة بالاضطهاد الذي شهده اليهود في العديد من الدول الأوروبية للمطالبة بإنشاء وطن قومي لليهود المشتتين في العالم على أرض فلسطين. وبالتالي بدأت المنظمة الصهيونية تنادي بهجرة اليهود من جميع أصقاع الأرض إلى فلسطين. وعملت بمختلف السبل على تهجيرهم، لإقامة دولة عن طريق الاستعمار الاستيطاني، على اعتبار أنَّ فلسطين هي وطنهم القديم \" أرض الميعاد\". وعلى هذا ارتكز أبناء الصهيونية منذ نشأتها على أسس من الإدماج بين الفكر الديني والفكر السياسي، وما زالت حتى اليوم تربط كيانها السياسي بالدين. وتجعل من الدين أساساً لوجود الدولة العبرية وحجة في اغتصاب الأرض، ومن ثم استملاكها. علماً أن اليهودية دين لا يتمتع أتباعه ببراءات أو صكوك تاريخية أو قانونية تبرر استيلاءهم على أرض فلسطين ولا تربط بين تجمعاتها المنتشرة في العالم لغة ولا حضارة ولا ثقافة واحدة. فهم يفتقدون كل المقومات التي تبني الأمم، والتي تجعل كتلة من البشر متحداً اجتماعياً وسياسياً واحداً يقيم على أرض واحدة وتمتد جذوره في ترابها.