في سياق البحث عن الخيط الرابط بين موضوع الاستشراق، كمادة غنية بالمشكلات التي وسمت الآخر الشرقي بنمطية محدّدة، والعولمة كحالة جاثمة اليوم على كاهل الإنسان المعاصر، نجد أن ثمّة تواشجاً مضمراً بين قديم الاستشراق وجديد العولمة، ليس في موضوعاتهما، إنّما في الصلة المنعقدة بين...
في سياق البحث عن الخيط الرابط بين موضوع الاستشراق، كمادة غنية بالمشكلات التي وسمت الآخر الشرقي بنمطية محدّدة، والعولمة كحالة جاثمة اليوم على كاهل الإنسان المعاصر، نجد أن ثمّة تواشجاً مضمراً بين قديم الاستشراق وجديد العولمة، ليس في موضوعاتهما، إنّما في الصلة المنعقدة بين فضاءين منفصلين على ما يؤكد وجود علاقة بنيوية بين فائض معرفة نظرية، طفت علينا فعلاً استشراقياً في القرنين المنصرمين، من جهة، وفائض قوّة تكنولوجية واقتدار عسكري ومعرفي، أغرقنا في ثقافة استهلاكية، وسمت عصر العولمة من ناحية ثانية. ولأن الثانية أعقبت الأولى، في سياق زمني قصير، باتت العولمة ملوّثة بعلائق نقمتنا على الاستشراق ، بطريقة تعبّر أكثر عن توجّسنا الخاص من جهلنا بذاك الغريب الحضاري الآتي إلينا من وراء البحار.