الدم كان صلاة أبدية، لا أذان يسبقها غير صرخة الولادة، سمع محمد الصلاة للمرة الأولى وأقسم على حفظها.. راقب جبريل اندهاش محمد أمام الصوت، فقال سأزيدنّك بلا شكر، فإذا بالحقل المغناطيسي يضيق حول محمد، وإذ به يصغر حتى يصل إلى حجم لا متناهي الصغر، فتراءى أمامه كوكب ضخم صاخب...
الدم كان صلاة أبدية، لا أذان يسبقها غير صرخة الولادة، سمع محمد الصلاة للمرة الأولى وأقسم على حفظها.. راقب جبريل اندهاش محمد أمام الصوت، فقال سأزيدنّك بلا شكر، فإذا بالحقل المغناطيسي يضيق حول محمد، وإذ به يصغر حتى يصل إلى حجم لا متناهي الصغر، فتراءى أمامه كوكب ضخم صاخب بعمله، يشبه هذا الكوكب آلة موسيقية لا راحة فيها، وكانت مليئة بالتضاريس والحفر، تحيطها هالة مغناطيسية مقدسة غريبة اللون، في تناسقها تعريف للجمال. من هنا انطلقت معاييرنا الجمالية، فكر محمد ثم سأل جبريل: هل أنا في السماء العليا؟ وماذا أرى؟ أجابه الصوت: هذا الكوكب هو أقدس الكواكب وأولها، أنت الآن تنظر إلى الخلية، بيتك الأول، وأول حدود اكتسبتها، هنا يحيا الجسد ويتكون... وسأسمح لك بزيارة قلبها علك تفقه قلبك... دخل محمد الخلية فشعر بامتصاص جميل أدخل بعض الفرح على قلبه، الهالة المقدسة حول الخلية لم تزدها إلّا طراوة وحناناً، أثناء دخوله تذكر محمد نسيم الصباح على الأرض خارجه، ما كان يعتبرها أرضه قبل زيارته لجسده، أصبحت الآن ذكريات لزيارة غريب مرّ دون سؤال، ورحل دون أثر...