-
/ عربي / USD
لا نَمُنُّ على الأسرى والمعتقلين عندما نكتب عنهم، أو نتضامن معهم، أو نتظاهر ونعتصم للمطالبة بالإفراج عنهم، أو لتحسين ظروف اعتقالهم، والتخفيف من معاناةِ أُسرهم وذويهم، فهذا أقل الواجب، وأبسط التكاليف التي يجب أن نقوم بها إزاء رجالٍ ضحوا بحياتهم من أجلنا، ووفاءً لنساءٍ تخلّين عن أطفالهن وأُسرهن من أجل فلسطين. لا ينبغي أن نغمض جفوننا يوماً عن أسرانا، ولا أن يغيبوا عن دائرة اهتمامنا، كما يجب ألاّ ننعم في الحياة وهم يعانون، ولا نستمتع برغد العيش وهم يعذبون؛ إنهم يختلفون عن الجرحى والشهداء، فالجرحى نغمرهم برعايتنا، ونحاول التخفيف من معاناتهم ما استطعنا، ونوفر لهم جهدنا، علاجاً ومتابعة، حتى يكرمهم الله بالشفاء، أما الشهداء فلا نخاف عليهم، ولا نقلق من أجلهم، إنهم في كنف الرحمن، وفي صحبة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، وفي جمعٍ من الشهداء يحبرون في جنان الخلد؛ فهم سبقوا بالفوز وينتظرون.
أما الأسرى والمعتقلون فيجب أن نقلق عليهم، وأن نهتم لأمرهم، وأن تخيفنا ظروفهم، وأن نخشى على حياتهم؛ فهم في سجونٍ صهيونية، يحرسهم سجانون إسرائيليون حاقدون، ويمارس معهم التحقيق والتعذيب خبراء في فنون القهر والتعذيب والإساءة، أفلا نقلق عليهم، أفلا نهتم بأمرهم، أفلا نبذل قصارى جهودنا لإنقاذهم من محنتهم ….؟ إنه واجبٌ ملقى على عاتق كل عربيٍ ومسلم وحرٍ غيور، وهو واجبٌ يكاد يكون عيناً، لا يسقط عن أحدنا إن قام به بعضنا، بل يجب علينا جميعاً أن نساهم من أجلهم، علَّ الله يفرج كربهم، وينعم عليهم بالحرية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد