إنه الموت البطيء يتجول في خلايا العقل كسرطان انتقالي يمكث حيث يحلو له المكوث ويلوك، حيث يحلو له الطعام، أفكارنا كماعز جبلي. بعضنا يخضع لعتمة الأورام لأنه لاحلم له يخرجه إلى النور، وبعضنا يدور باتجاه الشمس كزهرة عبّادها بحثاً عن المعرفة حتى لو أصيب بضربة منها وسقط مغشيا...
إنه الموت البطيء يتجول في خلايا العقل كسرطان انتقالي يمكث حيث يحلو له المكوث ويلوك، حيث يحلو له الطعام، أفكارنا كماعز جبلي. بعضنا يخضع لعتمة الأورام لأنه لاحلم له يخرجه إلى النور، وبعضنا يدور باتجاه الشمس كزهرة عبّادها بحثاً عن المعرفة حتى لو أصيب بضربة منها وسقط مغشيا عليه. للجهل فاتورة وللمعرفة فاتورة. حسمت سكينة أمرها وقررت أن تدفع فاتورة المعرفة، فزرعت على مداخل أيامها أحلاماً، واستمطرت النور من ثقوب الأبواب وشقوق الغيمات، ومخرت كسمكة فتية عباب المتوسط دون أن تلتفت إلى الوراء. فهل يتركها الوراء تعلق عناقيد ضوئها على أعناق عتمته؟ وهل تتمكن من نخل شوائب طفولتها عند مداخل أفكارها ومخارجها وهي النَّاشز عن بيئتها؟ وهل تعيد جدولة أحلامها بعد أن قطفت عسل بعضها على حساب بعضها الآخر؟ وهل ذنبها الوحيد أنها كانت أكبر مقاساً من محيط خصر بيئتها؟ زمان ومكان في عتمة ونور، وسكينة كالمنطاد تطير على أكتاف البلاغة خارج المدى. لاسطوة لها على أحلامها الناتئة، رغم أنفها، من صخور الجبال. هي التي استقبحت كل أنواع العبودية واستعذبت عبودية أحلامها. سلمى جميل حداد أستاذة جامعية سورية حصلت على درجة الدكتوراه في الترجمة من جامعة هيريوت وات في اسكتلندة، وهي تنظم الشعر باللغتين العربية والإنجليزية وتكتب الرواية بالعربية وتقوم بوضع المعاجم الثقافية العربية والإنجليزية إيمانا منها بالعلاقة الوثيقة بين اللغة وحاضنتها الثقافية. صدر لها خمسة دواوين بالعربية والإنجليزية كان آخرها "الرَّجُل ذلك المخلوق المُشفَّر" عن دار البشائر بدمشق.