هذا الفرح تشعرني به زميلتي الصبيّة البرتغالية باتريشيا! قد يكون دمها العربي الأندلسي الأسمر الحامي، المشوب ببشرة قشتالية زهرية هو الذي يجعلني أذوب شغفاً في تلابيبها، وأتحسس بلقائها دفء الحنان والألفة. أسير مع خالد ونحن نتحدث في قاعات المطار عن أهل رام الله، الذين هاجر...
هذا الفرح تشعرني به زميلتي الصبيّة البرتغالية باتريشيا! قد يكون دمها العربي الأندلسي الأسمر الحامي، المشوب ببشرة قشتالية زهرية هو الذي يجعلني أذوب شغفاً في تلابيبها، وأتحسس بلقائها دفء الحنان والألفة. أسير مع خالد ونحن نتحدث في قاعات المطار عن أهل رام الله، الذين هاجر معظمهم إلى بلاد الغرب التي تنكح القضية العربية الفلسطينية، فتنجب منها قضايا كثيرة، تضطرها لأن تحفظ ماء وجهها، وذلك بأن تلم بعض لقطاء هذه القضايا، وأن تضع في فم الجائع منهم فتات خبزها، بدل أن ترميه في البحر، فيكبر الجائع بخبزها، ويتطبع بطباعها، فيخدم بلادها! «ولك يا خيّي، هدول اللبنانيين عيلة واحدة، بيحبوا بعض، وبيسهروا مع بعض، ولكن عندك جهات خفية، بيثيروهم بطريقة بتجنن، فبينزلوا يقوسوا على بعض، طاخ، طيخ، طاخ، طيخ!». أستغرب هذه الألمانيا العظمى، التي تقتصد في نفقاتها بينما تهدي مجاناً إلى إسرائيل أحدث الأسلحة والغواصات الحربية المصممة لتحمل رؤوساً نووية، وتقدم لها المساعدات المليارية والمعنوية وذلك تكفيراً عما حصل في الحرب العالمية الثانية، وكأن اليهود هم الوحيدون الذين اكتووا بنار الحرب، ولم يكتوِ بها الألمان أنفسهم، ولم يُعدم شعب هيروشيما وناجازاكي بالقنابل النووية الأمريكية، فلا يدفع لهم أحد، يا حرام!